مكافحة التغير المناخي يبدأ معك

رسالة بمناسبة نهاية السنة 2020 من رئيس الهيئة الإدارية لشبكة العمل المناخي بالعالم العربي.

 بعنوان "أثار التغيرات المناخية لم تعد مجرد توقعات للمستقبل"

بمناسبة نهاية سنة 2020 واستقبالنا لسنة جديدة 2021 بعد ساعات.

أبدأ رسالتي بتهنئة هياكل شبكة العمل المناخي بالعالم العربي من الجمعيات والمنظمات الأعضاء بالجمعية العامة إلى الهيئة الإدارية واللجان الموضوعاتية واللجنة الاستشارية، والطاقم الإداري وشركائنا ، كل باسمه وأتوجه إليهم بأسمى عبارات الامتنان على مساهمتهم القيمة والانخراط الكبير لإنجاح عدة محطات خلال هذه السنة فعلى  الرغم من الإغلاق ، تمكنا من المضي قدمًا. ، وكنا  قادرين على الاتصال رقميًا والتواصل مع الأعضاء والشركاء والمانحين ، ربما على نطاق أوسع بكثير. وكيفنا انشطتنا مع إملاءات الظرفية.

عشنا هذه السنة ظروف غير عادية بعد عام مملوء بالأحداث، عام من الحرائق والفيضانات والأعاصير والجفاف، وقلة التساقطات وارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي في مناطق متفرقة من العالم.

ومنطقتنا العربية لم تكن في منئا، ففيضانات السودان أودت بحياة العشرات وشردت الألاف للأسف وعرفت معدلات الحرارة أرقام قياسية ونقص الأمطار والانتشار الكبير لظاهرة الجفاف والتصحر ونقص المياه التي تعاني منها معظم الدول العربية، ظواهر اتخذت منحا متطرفا، ومؤشرات تنذر بسناريوهات كارثية لا سمح الله.

إننا بالتأكيد نعيش حالة طوارئ مناخية حقيقة، وكل واحد منا أصبح يشعر بها من حوله ويتأثر بها، ولم تعد مجرد توقعات للمستقبل.

بالإظافة إلى الظواهر الطبيعية المتطرفة والتي تزداد حدتها بوتيرة متسارعة. واجه وويواجه العالم مع مطلع سنة 2020 أزمة غير مسبوقة بسبب الوباء Covid-19 كان له آثار بعيدة المدى على النسيج الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي والبيئي لحياتنا وسبل عيشنا. خصوصا على الناس الاكثر هشاشة ، ولا سيما النساء وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية أساسية والمهاجرين واللاجئين، والعاملين في القطاع غير الرسمي ،حتى الآن ، تأثر أكثر من 72 مليون شخص في جميع أنحاء العالم ، للأسف مع أكثر من 1.6 مليون حالة وفاة. وتبين بالملموس أن الانظمة المختلفة الحالية، هشة، وغير قادرة على مواجهة حالات الطوارئ.

نتمنى في سنة 2021 أن يستفيد العالم من هذه اللحظات الحرجة، ويعيد حساباته في بناء قدرته على التصدي والصمود في مواجهة السناريوهات الكارثية، التي قد تنتج عن المشاكل القائمة منذ سنوات جراء “تغير المناخ”، و”تدهور البيئة الطبيعية”، فالتمادي في “اللامبالاة،” وعدم توقف “انبعاثات الغازات الدفيئة” على الصعيد العالمي ثم الإسراع بتخفيضها، والحد من الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية، ستجعل عملية التكيف مع تغير المناخ تحديا لا نهاية له، وربما ضربا من المحال.

اليوم نحن شبكة تضم أكثر من 130 جمعية ومنظمة غير حكومية من المنطقة العربية. وتعتبر واحدة من أكبر شبكات منظمات المجتمع المدني في العالم العربي التي تعمل على تعزيز قاعدة المجتمع المدني وتمكينه من المساهمة في السياسات العالمية والاقليمية والوطنية والمشاركة في الجهود العالمية في مجالات التكيف والتخفيف  وتحسين قدرة الاستجابة.  لمكافحة التغيرات المناخية واثارها.

والمنطقة العربية، توجد في قلب مشاكل التغير المناخي، مما يجعل مهمة الشبكة في المحك،  تستوجب منا جميعا تركيز جهودنا لتطوير استراتيجية الشبكة وتقوية قدراتنا التدبيرية والتنظيمية وتطوير مهنيتها وتخصصاتها حتى نتمكن من الانخراط بشكل أكثر فاعلية ونجاعة إلى جانب الديناميات العالمية الداعمة لمسألة مقاومة التغيرات المناخية، وتحقيق أكبر قدر من التأثير الجماعي على الهياكل والمؤسسات الرسمية.

"نقف اليوم في نقطة فاصلة من حياة الكوكب، وإن لم نتحرك الأن وبشكل جماعي سيصعب علينا فهم مستقبل الكوارث المناخية ولا أحد منا يريد القول بعد 10 سنوات من الآن لقد كان 2020 عام الكوارث ، لكننا نفتقده".

سنة جديد مليئة بالسلم والسلام و بيئة وصحة أفضل للعالم أجمع.

حمزة ودغيري

رئيس الهيئة الإدارية لشبكة العمل المناخي بالعالم العربي.